Saturday, March 12, 2011

الدولة الدينية والدولة المدنية وحوار الطرشان

لدولة الدينية والدولة المدنية وحوار الطرشان !!!

by Hazem Hamed (Notes) on Saturday, March 12, 2011 at 9:55pm
الدولة الدينية والدولة المدنية وحوار الطرشان !!!
إن قيل لك أنت مع الدولة الدينية أم مع الدولة المدنية ؟
فالعقل السليم والتفكير المنطقي يحتم علينا أن نسأل نحن
ماذا تقصد بالدولة الدينية ؟
ان كنت تقصد بالدولة الدينية "دولة يكون فيها نظام الحكم يستمد الحاكم فيه سلطته مباشرة من الإله , حيث تكون الطبقة الحاكمة من الكهنة أو رجال الدين الذين يعتبروا موجهين من قبل الإله"
فالجواب أنا لست مع الدولة الدينية فلا كهنوت ولا رجال دين في الإسلام ولا صكوك غفران
إن كنت تقصد بالدولة الدينية دولة تستمد أحكامها من الشريعة الإسلامية التي هي منبع ثقافة وحضارة هذه الأمة تكون الحربات مكفولة للجميع في الإطار العام للشريعة المشهود بسماحتها من كافة عقلاء الأرض وتكفل لكل من يحيا على أرضها حرية الاعتقاد ووممارسة شعائر دينه ,
فنعم نحن مع الدولة الدينية بهذا المعنى, لكن مع التحفظ على إطلاق هذا المصطلح الموهم
وإن كنت تقصد معنى آخر لا نعرفه فاذكره أولا قبل أن نوافقك أو نخالفك
وبهذا يرتفع الخلاف غالبا وتزول إشكالات كثيرة

وفي المقابل ماذا تقصد بالدولة المدنية ؟
ان كنت تقصد بالدولة التي لا تستمد أي من أحكامها من الدين مطلقا بل ترجع إلى الاختيار المطلق للشعب ولا قيد عليها من أي دين من الأديان ولا مرجعية من شريعة ولا غيرها فالإرادة هي إرادة الشعب ,
فالجواب أني أرفض الدولة المدنية بهذا المعنى بل أزعم أن الدولة المدنية لا وجود لها بهذا المعنى إطلاقا على وجه الأرض حتى في أكبر وأعرق الدول ديمقراطية وليبرالية في العالم فلابد من وجود إطار مرجعي لكل أمة مهما كانت وهذه المرجعية مستمدة من حضارة الشعوب وثقافتهم التي ينتمون إليها وتقوم عليها أفكارهم , ولا يمكن لنطاق الحرية المكفول للجميع في ظل هذه الدولة المدنية أن يتجاوز هذه القواعد والأسس التي يرتكزون عليها ,وحتى عندما رفض الغرب الدين مطلقا كمرجعية وثاروا على طغيان الكنسية لم يجدوا بدا من الرجوع إلى الحضارة الإغريقية والرومانية , وعند الشعور بأن سقف الحريات يمكن أن يهدد هذه القواعد والأصول فإن القوانين تعدل وتغير للحفاظ على هذه القواعد والأصول وهو ما يسمى بالحفاظ على الهوية الثقافية وهذا مشاهد في الغرب في منع النقاب في فرنسا وغيرها ومنع المآذن في سويسرا ونحو ذلك
وان كنت تقصد بالدولة المدنية دولة تمنح مواطنيها الحرية والديمقراطية في إطار حضارتهم وثقافتهم - وهي عندنا هنا الشريعة الإسلامية بلا إشكال – فأنا أؤيد الدولة المدنية بهذا المعنى , ولكن أتحفظ على هذه المصطلح الموهم