Sunday, June 30, 2013

السعيد من وعظ بغيره


النظام السياسي الاسلامي نظام مدني يختار الشعب فيه من يحكمه وللشعب عزله اذا خالف ما وعدهم به
 ولأهل الملل كافة الحقوق كمواطنين حاملين لتابعية الدولة ولهم التحاكم لشرائعهم والتاريخ منذ وثيقة المدينة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين من مهاجرين وانصار وحلفائهم من اليهود  وحتى نظام الملل في الدولة العثمانية الذي لم تصل اليه اوروبا حتى الان   - شاهد على  عظمة هذا النظام السياسي الذي لم يوجد له مثيل في التاريخ 
 وكل نظام في الدنيا لابد له من مرجعية تحكمه وتضع الإطار المنظم لقوانينه وبما أن الدولة اسلامية وشعبها مسلم فالإطار المرجعي لها هو الشريعة الاسلامية 

وهذا بديهي ولا ينازع فيه احد 
لا علماني ولا اسلامي 
 فالعلماني يسلم بأن الإطار المرجعي هو اختيار الشعب فلو اختار الشعب الشريعة فله ذلك 
فأين موضع النزاع ؟!!
النزاع يظهر حين  يبدأ التطبيق الفعلي وتتباين وجهات النظر وتختلف الفهوم أمام الوقائع  والنوازل أو ما يسمى عند المفكرين ب" إشكالية النص " 
فما هو الاطار الحاكم  الفاصل للنزاع حينئذ ؟!
 هل نضع هيئة علمية ذات سلطة عليا تكون لها مرجعية الفصل كهيئة كبار علماء ؟
وان كان التاريخ على مدى أربعة عشر قرنا لم يشهد مثل هذه السلطة التي تشبه الى حد بعيد السلطة الكهنوتية الثيوقراطية 

أم نترك الأمر لمجلس الشعب والشورى لاختيار ما تراه أنسب ؟
أم نبحث عن حل ثالث ؟ 
وأيا ما كان اختيارنا مما سبق فالأمر يسير وبالتوافق يمكن ترجيح أحد هذه الحلول 

 فهذا الاحتراب والنزاع على هوية الدولة الذي أوشك على الحرب الأهلية لا معنى له 
بل هو نزاع على لا شي في الحقيقة وحتى ينتبه الفريقان الى هذه الحقيقة 
فلابد من دفع ثمن من دماء وأرواح 
يفيق بعدها الفريقان  ليروا فداحو الجرم الذي ارتكبوه في حق امتهم وشعوبهم  وانه او أنصت كل منهما للاخر بإخلاص وتجرد لانتهى الامر بأسهل مما يتصورون 
ولكن يبدو أن هذه هي السنة الكونية ان الشعوب لكي تنال حريتها وسيادتها لابد أن تدفع الثمن أرواحا ودماءا كي تدرك اخيرا الحقيقة الكبرى وتندم على ما فعلت   
وتقول " يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين " 
وتاريخ الثورات الحديثة كالفرنسية والإنجليزية والأمريكية شاهد على هذا 
وتبقى مقولة ابن مسعود رضي الله عنه الخالدة على مر العصور شاهدا وعلما على حماقة الفريقين " السعيد من وعظ بغيره "
ولله الأمر من قبل ومن بعد 

Thursday, June 20, 2013

حكم من يسمون " رجال الدين " والدولة الدينية

المطلعون والقادمون من إيران يتحدثون عن تحولات اجتماعية رهيبة قد تقلب الوضع رأسا على عقب، حتى إن أحد المعلقين الفرنسيين قال مختصرا تناقضات المشهد الإيراني اليوم:

لا أثر للتدين في المجتمع، فالحكم "إسلامي" والشارع "علماني"؟ (والحديث هنا عن المدن الكبرى المؤثرة).

يقول كريستوف آياد (Christophe Ayad) الكاتب في صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقاله الأخير: إيران هي أكثر بلدان العالم الإسلامي التي تكون فيها المساجد فارغة يوم الجمعة في وقت الصلاة الأسبوعية الكبيرة".

ويضيف: "مثال آخر: تحولت جنازة آية الله جلال الدين طاهري، يوم الثلاثاء 4 يونيو في أصفهان، إلى مظاهرة ضد المرشد الأعلى علي خامنئي: وطاهري رجل دين مرموق ومقرب من التيار الإصلاحي، استقال في عام 2002 من منصب واعظ للمسجد الكبير في أصفهان احتجاجا على التضييق على المجتمع والحملة القمعية. خلال جنازته، ضج الهتاف بشعارات "الحركة الخضراء" في يونيو 2009 ("فلتسقط الديكتاتورية") من قبل الجماهير..".

وكتب يقول: "أكثر من أي وقت مضى، تراجعت شعبية رجال الدين الشيعة إلى حدها الأدنى. وهذه هي المفارقة في الجمهورية الإسلامية، التي أعطت السلطة لرجال الدين، وبالتالي أفقدتهم استقلاليتهم والكثير من هيبتهم".

...........

تلك هي بشائر نهاية حكم  تتسلط فيه جهة واحدة هي من تحدد ما هو من الدين وما ليس منه 

والبقية السائرة على نفس النهج والمثال في طريقها إلى الزوال 


Sunday, June 16, 2013

محاسبة الحكام بين النظام الإسلامي والديمقراطية

 -  كثيرا ما يردد منتقدوا الديمقراطية في شكلها الغربي 
ولست من المدافعين عن الديمقراطية في إطارها الغربي بشكل كامل  -
يرددون أن روح النظام الإسلامي يختلف في جوهره ونظامه وأسسه مع النظم الديمقراطية
.....................................  
يقول الناقد : المعالم الأساسية للنظم الديمقراطية كالفصل بين السلطات  واستقلال القضاء  هي قواعد  أساسية للنظام الديمقراطي وجوهر الفكرة ان الأصل في الحاكم الاستبداد والظلم ولابد من وضع القوانين والأنظمة التي تحول بينه وبين ذلك وتمنعه من محاولة الاستبداد بالسلطة 
ولكن النظام الإسلامي تبنى فيه العلاقة على السمع والطاعة والأمانة والمحبة.
........................... 
وأرى أن الطرح بهذا الشكل فيه الكثير من التسطيح وعدم قراءة روح النظام الإسلامي بشئ من العمق 
فالنصوص الواردة في ذم قبول الإمارة وأنها حسرة وندامة يوم القيامة   وعدم اعطائها لمن طلبها دليل على أن الأصل في من يتولى الإمارة أنه عرضة  للافتتان الشديد بالسلطة 
كيف يصنع هؤلاء بموقف عمر  حين رفض بعض رعيته  وو يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ويطيع  له لأنه رأى عليه ثوبان  وقد أعطى للناس لكل واحد ثوبا واحدا   ثم قيل له لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بالسيف  !!!
فأليس الأصل إذن فيمن يكون في موقع السلطة أن يكون متهما  بل وتفرض عليه الرقابة الشديدة من الأمة  على سلوكه وتصرفاته منعا للاستبداد  ويوم أن تساهلت الأمة مع الحكام وتركت واجب المحاسبة والإنكار والرقابة  آل الحال إلى  ترك الشورى وتوريث الحكم ثم الاستبداد والظلم والفساد الذي قاد الأمة الى التخلف والتراجع  شيئا فشيئا حتى آل الأمر إلى ما نحن فيه 

ينبغي لمن أراد نقد الديمقراطية أن يتلمس ما فيها من عيوب حقيقية   
أما أن يأتي لما في الديمقراطية من محاسن ومزايا ويردها  بل ويعتبرها عيوبا    ....
بسبب سوء فهم لطبيعة النظام السياسي الإسلامي  فذلك لعمري "حشف وسوء كيلة "      

Saturday, June 1, 2013

الديمقراطية والشعب

لنفترض أن هناك بلداً مُسلماً، قام 90% من الناس فيه باختيار دستور يتضمّن مُخالفاتٍ لقطعيات شرعية.. أو أنهم رفضوا الشريعة بالكلية.

السؤال هنا: ماذا يعتبر فعلهم هذا شرعاً؟

الجواب

أن هذا الرفض لبعض الشريعة أو جميعها يُعتبر حِياداً عن الدين، وضلالاً عن سبيل الله.. وفي ذلك تفصيل شرعي في كتب العقائد يذكر فيه أهل العلم أن حال من يجحد ويُنكر الشريعة، وانطبقت عليه الشروط، انتفت فيه الموانع، قد يصل به الحال إلى الكفر.

السؤال الآن: هل المطلوب من الأقلية المُلتزمة بالشريعة التي تُشكل 10% من سكان هذا البلد أن (تُجبر بالقوة في حال الاستطاعة) تلك الأغلبية التي حادت عن الشريعة على التزامها؟

الجواب عن هذا السؤال هو موطن الخلاف.. وفيه رأيان:

الأول: يرى بوجوب أن تقوم (الـ 10% الملتزمة بالشريعة) على إجبار (الـ 90% غير الملتزمة بالشريعة) بالقوة والقسر على تطبيق الشريعة، في حال توافرت لديهم الاستطاعة بالطبع.

والثاني: يرى أنه يجب على (الـ 10% المُلتزمين بالشريعة) عدم إجبار وقسر الناس على تطبيق بالشريعة.. بل المطلوب منهم أن:

أ. تُعلن هذه الأقلية مُخالفتها لقرار الأغلبية، وتكون بذلك في صف (المُعارضة).

ب. أن تسعى هذه الأقلية لتغيير هذا القرار بـ (الدعوة) وبكل الوسائل السلمية –دون إجبارٍ بالقوة– حتى يعود المجتمع المسلم إلى الالتزام بالشريعة

طيب هل هذا هو النموذج المصري الآن ؟
الجواب بنسبة كبيرة نعم !
هل ترى أن الشعب المصري المسلم يرفض الإسلام ؟!!
الجواب : لا هو يقبل الإسلام ككل
و الشعب لديه عاطفة دينية قوية جدا واقبال وحفاظ علي قيمه ومعتقداته والتزام ربما في كثير من الأحيان أفضل مما عند من ينتمون للعمل الاسلامي لكن هذا لا يكفي

فالفهم الشامل لطبيعة الإسلام كنظام دولة والشريعة كنظام حياة فيه خلل كبير جدا وسببه غياب الاسلام عن مركز القيادة منذ حوالي مائة عام يعني باختصار يوجد خلل في الهوية الإسلامية لدي الاغلبية الكاسحة تحول دون قدرتهم علي قبول التنزيل الكامل للشريعة