Sunday, June 16, 2013

محاسبة الحكام بين النظام الإسلامي والديمقراطية

 -  كثيرا ما يردد منتقدوا الديمقراطية في شكلها الغربي 
ولست من المدافعين عن الديمقراطية في إطارها الغربي بشكل كامل  -
يرددون أن روح النظام الإسلامي يختلف في جوهره ونظامه وأسسه مع النظم الديمقراطية
.....................................  
يقول الناقد : المعالم الأساسية للنظم الديمقراطية كالفصل بين السلطات  واستقلال القضاء  هي قواعد  أساسية للنظام الديمقراطي وجوهر الفكرة ان الأصل في الحاكم الاستبداد والظلم ولابد من وضع القوانين والأنظمة التي تحول بينه وبين ذلك وتمنعه من محاولة الاستبداد بالسلطة 
ولكن النظام الإسلامي تبنى فيه العلاقة على السمع والطاعة والأمانة والمحبة.
........................... 
وأرى أن الطرح بهذا الشكل فيه الكثير من التسطيح وعدم قراءة روح النظام الإسلامي بشئ من العمق 
فالنصوص الواردة في ذم قبول الإمارة وأنها حسرة وندامة يوم القيامة   وعدم اعطائها لمن طلبها دليل على أن الأصل في من يتولى الإمارة أنه عرضة  للافتتان الشديد بالسلطة 
كيف يصنع هؤلاء بموقف عمر  حين رفض بعض رعيته  وو يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ويطيع  له لأنه رأى عليه ثوبان  وقد أعطى للناس لكل واحد ثوبا واحدا   ثم قيل له لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بالسيف  !!!
فأليس الأصل إذن فيمن يكون في موقع السلطة أن يكون متهما  بل وتفرض عليه الرقابة الشديدة من الأمة  على سلوكه وتصرفاته منعا للاستبداد  ويوم أن تساهلت الأمة مع الحكام وتركت واجب المحاسبة والإنكار والرقابة  آل الحال إلى  ترك الشورى وتوريث الحكم ثم الاستبداد والظلم والفساد الذي قاد الأمة الى التخلف والتراجع  شيئا فشيئا حتى آل الأمر إلى ما نحن فيه 

ينبغي لمن أراد نقد الديمقراطية أن يتلمس ما فيها من عيوب حقيقية   
أما أن يأتي لما في الديمقراطية من محاسن ومزايا ويردها  بل ويعتبرها عيوبا    ....
بسبب سوء فهم لطبيعة النظام السياسي الإسلامي  فذلك لعمري "حشف وسوء كيلة "      

No comments: