Wednesday, October 31, 2007

اعتبار الحساب الفلكي في حساب أوائل الشهور العربية - 3

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: أَمَّا كَوْنُهُ يُرَى أَوْ لا يُرَى فَهَذَا أَمْرٌ حِسِّيٌّ طَبِيعِيٌّ لَيْسَ هُوَ أَمْرًا حِسَابِيًّا رِيَاضِيًّا . وَإِنَّمَا غَايَتُهُ أَنْ يَقُولَ : اسْتَقْرَأْنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَى كَذَا وَكَذَا دَرَجَةً يُرَى أما أن يقول يرى قطعا أَوْ لا يُرَى قَطْعًا . فَهَذَا جَهْلٌ وَغَلَطٌ ؛ فَإِنَّ هَذَا لا يَجْرِي عَلَى قَانُونٍ وَاحِدٍ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ فِي النَّفْيِ وَالإثبات انتهى كلامه رحمه الله باختصار من مجموع الفتاوى.
ِ
ولكن ألا يمكن أن نقول هذا الكلام من شيخ الإسلام يرد به على علماء الفلك في عصره والعصور التي سبقته زمن مطرف وابن سريج والسبكي وابن دقيق العيد ولكن علم الفلك في هذا عصرنا يختلف عما كان عليه زمن شيخ الإسلام رحمه الله ؟

الحساب الفلكي حديثا:
بدأ الفلكيون المعاصرون من حيث انتهى الأقدمون وطوروا الأجهزة المستخدمة في الرؤية والحساب واعتمدوا على القوانين العلمية وقاموا بترجمة هذه العلاقات إلى برامج حاسب آلي تقوم فورا باعطاء نتائج صحيحة تحدد بداية الشهر القمري ونهايته ولحظة ولادة الهلال.


مما قاله الباحث الفلكي الماليزي حديثا في هذا الشأن في أواخر السبعينات حيث اقترح تحديد خط (منحنى قطع مكافئ تقريبا) سماه خط التاريخ القمري لكل شهر وفق شروط معينة لرؤية الهلال وقال إن البلاد الواقعة غرب هذا الخط يبدأ فيها الشهر الجديد في يوم معين حيث يمكن أن يرى الهلال أما البلاد الواقعة شرق هذا الخط فيتأخر بدء الشهر فيها يوما عن البلاد الواقعة غربه ثم أخذ يطور من شرط الرؤية في بحوث تالية كما توصل إلى أن هناك منطقة وسطى تصل إلى 30 درجة شرق خط التاريخ القمري و 30 درجة غربه يمكن أن يرى فيها الهلال أو لا يرى سماها (منطقة عدم اليقين) أي انه توصل إلى نفس رأي علماء الفلك المسلمين القدامى تقريبا مع اختلاف في شروط وحدود الرؤية.

يختلف الفلكيون في الآتي:
1-طريقة جبر كالسور من اليوم ليكون بعض الشهور ناقصا وبعضها كاملا
2-تقدير المدة التي يجب أن يمكثها الهلال بعد غروب الشمس بحيث يتمكن من رؤيته

ومن الأمثلة على هذا الاختلاف :-
1-الجداول التي قدرها مؤتمر اسطنبول لا يتفق عليها الفلكيون في إمكان رؤية الهلال بالارتفاع والبعد الزاوي بل قال معظمهم إنه لا يتفق مع واقع الطبيعة في معظم الأحوال.
2-في رؤية الهلال سنة 1406 (1986 م) اختلف مرصد حلوان مع مرصد تونس بل إن مرصد تونس اختلف مع نفسه في الاعتماد على الرؤية مرة والحساب الفلكي مرة أخرى.
وللحديث بقية إن شاء الله

1 comment:

عصفور المدينة said...

جزاك الله خيرا متابع