Sunday, October 14, 2007

اعتبار الحساب الفلكي في حساب أوائل الشهور العربية - 1

هذه المدونة ملخصة و منقولة بالكامل من مقال لفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن منيع
وهذا ملخص القواعد والضوابط في هذا الباب من كلام الشيخ:
الفائدة الأولى: الاقتران: ومعناه اختفاء ضوء القمر المنبعث من الشمس لحجبها القمر أثناء اقترانه بها ومدة ذلك قصيرة جدا قد لاتتجاوز بضع ثوان من الدقيقة
الفائدة الثانية: الولادة: ومعناها انفصال جزء من القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس غرب هذا الجزء من القمر ويكون هذا الجزء من القمر شرقها ويضيء ذلك الجزء المنفصل عن حجب الشمس بقدر انفصاله . وبعض الفلكيين لايفرقون بين الاقتران والولادة فبعضهم يعبر عن الولادة بالاقتران وبعضهم يعبر عن الاقتران بالولادة، والصحيح التفريق بين الحالين حيث إن الاقتران يسبق الولادة بزمن يسير مما يدل على التفريق بينهما في الحدث. وقد أخذ تقويم أم القرى بعدم التفريق.
الفائدة الثالثة: إمكان الرؤية: ومعنى هذا أن الهلال وإن كان مولودا قبل غروب الشمس إلا أن رؤيته في الأفق لا تكون إلا على زاوية معينة ودرجة معينة على اختلاف بين القائلين بذلك في تقدير التعيين والتحديد فإن تخلف هذا الشرط فلا اعتبار لأي رؤية تٌدَّعى وإن كان الهلال مولودا. وبمزيد من التأمل والنظر والإيمان بقدرة الله تعالى على أن يهب لبعض عباده من قوة الإبصار مايستطيع بها متابعة جريان القمر مع الشمس خلفها أو أمامها. بمزيد من التأمل في ذلك لم تظهر لي وجاهة هذا الشرط – إمكان الرؤية بعد الولادة – فمتى ولد الهلال قبل غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته تعين بعد إجراء تعديله قبول شهادته بالرؤية، ولا اعتبار لشرط إمكان الرؤية.
الفائدة الرابعة: الاعتبار الفلكي لبداية الشهر و نهايته: اتجه جمهور الفلكيين على اعتبار ساعة قرينتش البريطانية هي الآلية الزمنية التي ينتهي بها الشهر أو يبتدئ.فإذا ولد الهلال قبل الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت قرينتش فما بعد الثانية عشرة صباحا يعتبر أول شهر جديد، وينتهي الشهر الحالي بولادة الهلال قبل الثانية عشرة مساء. وإذا ولد الهلال بعد الثانية عشرة ودقيقه أو بعد ذلك صباحاً فتعتبر تلك الليلة والنهار الذي يليها هو آخر يوم من الشهر ويبدأ الشهر الجديد بعد الساعة الثانية عشرة من مساء ذلك اليوم أي في منتصف الليلة القابلة. وقد خالف هذا الاتجاه قرار مجلس الوزراء السعودي رقم 143 وتاريخ 22/8/1418هـ ومضمون المقصود منه أن الاعتبار بغروب الشمس من مكة المكرمة بمعنى أن الهلال إذا ولد قبل غروب الشمس، فما بعد غروب الشمس يعتبر أول الشهر، وإن ولد بعد غروب الشمس اعتبر ما بعد الولادة آخر الشهر، ويبدأ الشهر، الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم الذي هو آخر الشهر وهذا الإجراء هو المتفق مع الاتجاه الشرعي في رؤية الهلال بعد غروب الشمس أو عدم رؤيته. وقد أخذ بهذا القول تقويم أم القرى فكان هذا سببا من أسباب العناية والدقة والثقة في تقويم أم القرى.
الفائدة الخامسة: اعتبار الحساب الفلكي في حال النفي لا في حال الإثبات.ومعنى هذا أن الحساب الفلكي إذا قرر أن الهلال لا يولد إلا بعد غروب الشمس فيجب الأخذ به ورد أيِِِ دعوى رؤية تخالفه.لأن الشمس غربت قبل ولادته. وأما إذا قرر الحساب الفلكي بأن الهلال ولد قبل غروب الشمس فإذا لم يُـرَ الهلال بعد غروب الشمس فلا يجوز على القول المختار إثباتُ دخول الشهر بالحساب الفلكي المثبت لدخول الشهر.
ويمكن أن توضح هذه الفائدة بالأحوال التالية:
الحال الأولى: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس ويُرَى الهلال بعد غروب الشمس، فهذه الحال يثبت فيها دخول الشهر بالاعتبارين الشرعي والفلكي.
الحال الثانية: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس ولكنه لم ُيَر بعد غروبها، فهذه الحال وإن ثبت دخول الشهر فلكيا إلا انه لم يثبت دخوله شرعا لانتفاء رؤية الهلال وقد قال صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).
الحال الثالثة: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بالشهادة برؤيته بعد غروب الشمس فهذه الحال تعني أن الليلة التالية لغروب الشمس هي آخر ليلة من ليالي الشهر الحالي حيث لم يثبت دخول الشهر فلكيا ولا شرعا.
الحال الرابعة: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس، ومع ذلك يتقدم من يدعى رؤية الهلال بعد غروب الشمس، فيجب في هذه الحال العمل بخبر الفلك في نفي صحة الرؤية بعد غروب الشمس، ورد دعوى رؤية الهلال بعد غروب الشمس مهما كانت . لاستحالة صحة الرؤية حيث إن الهلال لا وجود له بعد غروب الشمس لأنه غرب قبلها فكيف ُيَرى والحال كذلك ؟
فهذه الأحوال الأربعة توضح معنى القول بالأخذ بما يقوله علم الفلك في النفي لا في الإثبات.

1 comment:

عصفور المدينة said...

حازم ضيف على الموضوع
بقى عشان الموضوع يكمل
مع من نصوم